دخل الأصمعيّ[1]
يوماً على هارون الرشيد بعد غيبةٍ كانت منه.
فقال له الرشيد:
"يا أصمعي، كيف كنتَ بعدي؟"
فتبسمَ الرشيد.. فلما خرج الناس، قال للأصمعي:
" ما معنى قولك: "ما لاقَتْني أرضٌ"؟ "
" ما معنى قولك: "ما لاقَتْني أرضٌ"؟ "
قال:
"ما استقّرت بي أرض، كما يُقال: "فلان لا يليق شيئاً"، أي لا يستقّر معه شيء."
فقال الرشيد:
"هذا حسن.. ولكن لا ينبغي أن تُكلمني بين يدي الناس إلا بما أفهمه، فإذا خَلَوتَ فعلِّمْني، فإنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً : أما أن أسكت فيعلم الناس أني لا أفهم إذا لم أُجِب، وإما أن أُجيب بغير الجواب؛ فيعلم مَن حولي أني لم أفهم ما قلتَ. "
قال الأصمعي:
" فعلَّمَني الرشيدُ يومها أكثرَ مما عَلَّمْتُــه."
كتاب "أخبار النحويين البصريين"أبو سعيد السيرافي

![]() |
اصغط للانتقال الى اعلى |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.