جاء فى سِيرَ العجم أن أردشير سار الى الحَضْر
, وكان ملك السواد[1] متحصِّناً فيها , فحاصره فيها زماناً لا يجد اليه سبيلاً , حتى رَقِيَت[2] ابنةُ الملك يوماً, فرأت أردشير فعشقتْه. وأخذت نُشَّابة[3] وكتبت عليها :
" ان أنت شَرَطْتَ لي أن
تتزوجني , دَلَلْتُك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخفّ مؤونة ".
" لكِ الوفاءُ بما سألتِ
."
ثم ألقاها اليها . فكتبت اليه تدلّه على الموضع . فأرسل
اليه اردشير فافتتحه . ودخل هو وجنوده وأهل المدينة غافلون
فقتل ملكها وتزوّجها .
فبينما
هى ذات ليلة على فراشة , أنكرتْ مكانها[4] حتى سَهِرت
لذلك عامة ليلتها .
فنظروا
فى الفراش فوجدوا تحت الحشيّة ورقة من ورق الآس[5]
قد أثّرت
فى جِلْدِها.
فسألها
أردشير عند ذلك عما كان ابوها يغذوها به .
فقالت :
"كان أكثر غذائى الشّهد والزّبد والمخ ."
فقال اردشير :
"ما أحدٌ ببالغٍ لك فى الحِباء والإكرام مبلغ أبيك .ولئن كان
جزاؤه عندك على جُهْد إحسانه مع لُطْف قرابته وعِظَم حقِّه
جُهْدَ اساءتك , ما أنا بآمن لمثله منك . "
ثم أمر بأن تُعْقَد قرونُها بذنب فرس شديد المِراح جَموح ,
ثم يُجْرَى , ففُعِل ذلك حتى تساقطت عضواً عضواً
من كتاب " عيون الأخبار " لابن قتيبة.
[1] ملك السواد: وهو ملك الريف والقرى متحصنا فيها
[2] رقيت القصر : صعدت الى سطح القصر
[3] النشابة : السهم
[4] أنكرتْ مكانها: استخشنته
وارقت بسببه
[5] الآس : الريحان , نبات ذو ورق دائم الخضرة, وكان عنوان
النصر عند قدماء اليونان
ابنة الملك: هى النَضْيَرة بنت الضيزن بن معاوية ملك الحضر الدويلة العربية قرب الموصل شمال العراق
ملاحظات :
أردشير: هو سابور ابن اردشير بن بابك بن ساسان احد ملوك ساسان بفارسابنة الملك: هى النَضْيَرة بنت الضيزن بن معاوية ملك الحضر الدويلة العربية قرب الموصل شمال العراق

![]() |
اصغط للانتقال الى اعلى |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.