9- الاميرة وورقة الآس



جاء فى سِيرَ العجم أن أردشير سار الى الحَضْر 

, وكان ملك السواد[1] متحصِّناً فيها , فحاصره فيها زماناً لا يجد اليه سبيلاً , حتى رَقِيَت[2] ابنةُ الملك يوماً, فرأت أردشير فعشقتْه. وأخذت نُشَّابة[3] وكتبت عليها :


" ان أنت شَرَطْتَ لي أن تتزوجني , دَلَلْتُك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخفّ مؤونة ".

ثم رمت بالنُّشّابة نحو أردشير . فكتب الجواب فى نُشَّابة :

" لكِ الوفاءُ بما سألتِ ."

ثم ألقاها اليها . فكتبت اليه تدلّه على الموضع . فأرسل اليه اردشير فافتتحه . ودخل هو وجنوده وأهل المدينة غافلون فقتل ملكها وتزوّجها .

فبينما هى ذات ليلة على فراشة , أنكرتْ مكانها[4] حتى سَهِرت لذلك عامة ليلتها .

فنظروا فى الفراش فوجدوا تحت الحشيّة ورقة من ورق الآس[5]

قد أثّرت فى جِلْدِها.

فسألها أردشير عند ذلك عما كان ابوها يغذوها به .

فقالت :

"كان أكثر غذائى الشّهد والزّبد والمخ ."

فقال اردشير :

"ما أحدٌ ببالغٍ لك فى الحِباء والإكرام مبلغ أبيك .ولئن كان جزاؤه عندك على جُهْد إحسانه مع لُطْف قرابته وعِظَم حقِّه جُهْدَ اساءتك , ما أنا بآمن لمثله منك . "

ثم أمر بأن تُعْقَد قرونُها بذنب فرس شديد المِراح جَموح , ثم يُجْرَى , ففُعِل ذلك حتى تساقطت عضواً عضواً


من كتاب " عيون الأخبار " لابن قتيبة.



استخدم هانس اندرسن هذه القصة فى قصتة " الاميرة وحية البِسِلَّى"

[1] ملك السواد: وهو ملك الريف والقرى متحصنا فيها

[2] رقيت القصر : صعدت الى سطح القصر

[3] النشابة : السهم

[4] أنكرتْ مكانها: استخشنته وارقت بسببه


[5] الآس : الريحان , نبات ذو ورق دائم الخضرة, وكان عنوان النصر عند قدماء اليونان 


ملاحظات :
أردشير: هو سابور ابن اردشير بن بابك بن ساسان احد ملوك ساسان بفارس
ابنة الملك: هى النَضْيَرة بنت الضيزن بن معاوية ملك الحضر الدويلة العربية قرب الموصل شمال العراق
 

اصغط للانتقال الى اعلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.