6- وإن أحد المشركين أستجارك


كان الخوارج إذا أصابوا في طريقهم مسلماً على خلاف معتَقَدِهم,


 قتلوه لأنه عندهم كافر، وإذا أصابوا نصرانياً استوصوا به وقالوا:
" احفظوا ذمة نبيكم!!"
وقد حُكي أن واصل بن عطاء أقبل في رُفقة[1]، فأحسوا بالخوارج.
 فقال واصل لأهل الرفقة:
" إن هذا ليس من شأنكم، فاعتزِلوني ودعوني وإياهم"
 وكانوا قد أشرفوا على العطب[2]
 فقالوا:
" شأنك! "
فخرج واصل إلي الخوارج فقالوا له:
"ما أنت وأصحابُك؟ "
قال:
"قوم مشركون مستجيرون بكم ليسمعوا كلام الله ويفهموا حدوده "
قالوا:
" قد أجَرْناكم "
قال:
" فعلِّمونا "
فجعلوا يعلِّمونه أحكامهم، ويقول واصل:
" قد قبلتُ أنا ومن معي"
قالوا:
" فامضوا مُصاحَبين[3] , فقد صرتم إخواننا"
فقال:
" بل تُبْلِغُونا مَأْمَنَنا، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُسورة  التوبة: 6"
فنظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا:
" ذلك لكم"
 فساروا معهم بجَمْعِهم حتى أبلغوهم المأمن!



من كتاب "الكامل" للمبرد


[1])فى رفقة : مع رفاق له
[2]) اشرفوا العطب : كادوا يهلكون (من الخوف)
([3] امضوا مصاحبين : صاحبتكم السلامة

اصغط للانتقال الى اعلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.